﴿مٰا مِنّٰا إِلاّٰ لَهُ مَقٰامٌ مَعْلُومٌ﴾ [الصافات:164] و ما أسرى اللّٰه بك يا محمد إلا ليريك من آياته فلا تغفل فودعه و انصرف على الرفرف مع ذلك الملك يمشي به إلى أن ظهر لمستوي سمع منه صريف القلم و الأقلام في الألواح بما يكتب اللّٰه بها مما يجريه في خلقه و ما تنسخه الملائكة من أعمال عباده و كل قلم ملك قال تعالى ﴿إِنّٰا كُنّٰا نَسْتَنْسِخُ مٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الجاثية:29] ثم زج في النور زجة فأفرده الملك الذي كان معه و تأخر عنه فاستوحش لما لم يره و بقي لا يدري ما يصنع و أخذه هيمان مثل السكران في ذلك النور و أصابه الوجد فأخذ يميل ذات اليمين و ذات الشمال و استفزعه الحال و كان سببه سماع إيقاع تلك الأقلام و صريفها في الألواح فأعطت من النغمات المستلذة ما أداه إلى ما ذكرناه من سريان الحال فيه و حكمه عليه فتقوى بذلك الحال و أعطاه اللّٰه في نفسه علما علم به ما لم يكن يعلمه قبل ذلك عن وحي من حيث لا يدري وجهته فطلب الأذن في الرؤية بالدخول على الحق فسمع صوتا يشبه صوت أبي بكر و هو يقول له يا محمد قف إن ربك يصلي فراعه ذلك الخطاب و قال في نفسه أ ربي يصلي فلما وقع في نفسه هذا التعجب من هذا الخطاب و أنس بصوت أبي بكر الصديق تلي عليه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية