﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّٰهِ﴾ [البقرة:249] فما أذن اللّٰه هنا إلا للغلبة فأوجدها فغلبتهم الفئة القليلة بها عن إذن اللّٰه
فما ثم إلا اللّٰه ليس سواه *** و كل بصير بالوجود يراه
[تأثير الصدق مشهود في أشخاص ما لهم تلك المكانة]
و أما تأثير الصدق فمشهود في أشخاص ما لهم تلك المكانة من أسباب السعادة التي جاءت بها الشرائع و لكن لهم القدم الراسخ في الصدق فيقتلون بالهمة و هي الصدق قيل لأبي يزيد أرنا اسم اللّٰه الأعظم فقال لهم أرونا الأصغر حتى أريكم الأعظم أسماء اللّٰه كلها عظيمة فما هو إلا الصدق اصدق و خذ أي اسم شئت فإنك تفعل به ما شئت و به أحيا أبو يزيد النملة و أحيا ذو النون ابن المرأة التي ابتلعه التمساح فإن فهمت فقد فتحت لك بابا من أبواب سعادتك إن عملت عليه أسعدك اللّٰه حيث كنت و لن تخطئ أبدا و من هنا تكون في راحة مع اللّٰه إذا كانت الغلبة للكافرين على المسلمين فتعلم إن إيمانهم تزلزل و دخله الخلل و أن الكافرين فيما آمنوا به من الباطل و المشركين لم يتخلخل إيمانهم و لا تزلزلوا فيه فالنصر أخو الصدق حيث كان يتبعه و لو كان خلاف هذا ما انهزم المسلمون قط كما أنه لم ينهزم نبي قط و أنت تشاهد غلبة الكفار و نصرتهم في وقت و غلبة المسلمين و نصرتهم في وقت و الصادق من الفريقين لا ينهزم جملة واحدة بل لا يزال ثابتا حتى يقتل أو ينصرف من غير هزيمة و على هذه القدم وزراء المهدي و هذا هو الذي يقررونه في نفوس أصحاب المهدي أ لا تراهم بالتكبير يفتحون مدينة الروم فيكبرون التكبيرة الأولى فيسقط ثلث سورها و يكبرون الثانية فيسقط الثلث الثاني من السور و يكبرون الثالثة فيسقط الثلث الثالث فيفتحونها من غير سيف فهذا عين الصدق الذي ذكرنا و هم جماعة أعني وزراء المهدي دون العشرة و إذا علم الإمام المهدي هذا عمل به فيكون أصدق أهل زمانه فوزراؤه الهداة و هو المهدي فهذا القدر يحصل للمهدي من العلم بالله على أيدي وزرائه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية