﴿أَلاّٰ تُكَلِّمَ النّٰاسَ ثَلاٰثَةَ أَيّٰامٍ إِلاّٰ رَمْزاً﴾ [آل عمران:41] فاستثني و ما استثنى إلا الكلام و الأثر موجود من الإشارة و الرمز كما هو موجود من نظم الحروف في النطق و فيه علم النيابة عن اللّٰه و نيابة الحق عن العبد و من أتم فإنه أمر أن يتخذ وكيلا و جعل بعضنا خلفاء في الأرض و أخبر أنا ننطق بكلامه و هو القائل منا إذا قلنا بعض أقوالنا و فيه علم المناسبة التي تشمل العالم كله و إنه جنس واحد فتصح المفاضلة فيما تحته من الأنواع و الأشخاص فإن الإمام أبا القاسم بن قسي صاحب خلع النعلين منع من ذلك فاعتبر خلاف ما اعتبرناه فهو مصيب فيما اعتبره مخطئ باعتبارنا إذ ما ثم إلا حق و أحق و كامل و أكمل فالمفاضلة سارية في أنواع الجنس للمفاضلة التي في الأسماء بالإحاطة و ما يزيد به هذا الاسم على غيره كالعالم و القادر و كالقادر و القاهر و فيه علم التأثيرات في العالم و فيه علم ما حكم من رأى لنفسه قدرا و هل إذا أتى بما يدل عليه و هو كامل هل إتيانه بذلك شفقة على الغير أو تعظيما لنفسه و هل يؤثر مثل ذلك في الرضاء أم لا يؤثر فيه و من أعلى من يحتج عن نفسه و يذب عنها أو من لا يحتج عنها بل يكون مع الناس عليها و متى يصلح أن يكون للإنسان هذا الحكم و متى يصلح أن لا يكون له هذا الحكم و قوله ﴿وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمٰا يَقُولُونَ﴾ [الحجر:97] ...
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية