فيرضى و يغضب في حكمه *** و يشقى و يسعد إذا نتقي
فأين الإكاليل من رجله *** و أين النعال من المفرق
فيظهر في ذا و ذا مثله *** ليلقى العبيد الذي قد لقي
إذا كان ما قلته كائنا *** فقد علم العبد ما يتقى
[القرب المفرط حجاب]
و اعلم أيدك اللّٰه أن في هذا المنزل من العلوم علم الحجب المتصلة بالمحجوب فإن القرب المفرط حجاب مثل البعد المفرط و فيه علم مجالسة العبد ربه إذا ذكره و انقسام أهل الذكر فيه إلى من يعلم أنه جليس الحق في حين ذكره الحق و إلى من لا يعلم ذلك و سبب جهله بمجالسته ربه كونه لا يعلم ربه فلا يميزه أو كونه لا يعلم أن ربه ذكره لصمم قام به و غشاوة على بصره فإن الذاكر الصحيح يعلم متى يذكره ربه و إن لم يعلم شهودا مجالسة ربه و غيره يعلم ذلك و يشهد جليسه فكما هو الحق جليس من ذكره كذلك العبد جليس الحق إذا ذكره ربه و لا يجالسه إلا عبد في الحالتين و لو جالسة به فعبوديته لم تزل فإن عينه لم تزل لأن غاية القرب أن يكون الحق سمعه و بصره فقد أثبت عينه و ليس عينه سوى عبودته و فيه علم ما الفرق بين مجالسة الحق تعالى في الخلوة و الجلوة هل الصورة في ذلك واحدة أم تتنوع بتنوع المجالس و فيه علم ما يتحدث به جليس الحق مع الحق و في أي صورة يكون ذلك فإن المشاهدة للبهت فهل كل مشاهدة للبهت أو لا يكون البهت إلا في بعض المشاهدات و لا بد من العلم بأن المتجلي هو اللّٰه تعالى و فيه علم كل من دعا اللّٰه كائنا من كان إنه لا يشقى و لا أحاشي أحدا و إن شقي الداعي لعارض فالمال إلى السعادة الأبدية و فيه علم من خاف غير اللّٰه بالله ما حكمه عند اللّٰه و هو مقام عزيز لكونه خاف بالله و من هذه حالته لا يرى غير اللّٰه فكيف يخاف غير اللّٰه يقول اللّٰه تعالى ﴿فَلاٰ تَخٰافُوهُمْ وَ خٰافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران:175] و فيه علم من طلب الأمان من اللّٰه بالغير هل هو مصيب صاحب علم أو مخطئ صاحب جهل و هل يخاف اللّٰه لعينه أو يخاف لما يكون منه فمتعلق الخوف إن كان لما يكون منه فمتعلقه ما يكون منه و هو ما يقوم بك و فيه علم أثر العادات في الأكابر أهل الشهود لما ذا يرجع مع علمهم بأنه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية