فهذا صدق ما قلنا *** فلا تعدل عن الرشد
فكونوا كيفما شئتم *** فإن الحق بالرصد
و إذا تحركت إليه فهو الهادي أو منه فمن اسمه المضل فحيرك ثم هداك فتاب عليك بالهدى فتحركت إليه بالتوبة فمن مضل إلى هاد و ﴿إِنَّ إِلىٰ رَبِّكَ الرُّجْعىٰ﴾ [العلق:8] و أما قولنا إذا اجتمع فبمن فنقول اجتمع بالله في عين كونه تولاه اللّٰه و هو قوله لعبده هل واليت في وليا فإنه عند وليه فمن والى وليا في اللّٰه فقد والى اللّٰه و ليس الاجتماع سوى ما ذكرناه «ورد في الخبر أن اللّٰه يقول يا عبدي مرضت فلم تعدني فيقول يا رب كيف أعودك و أنت رب العالمين فقال يا عبدي أما علمت إن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما أنك لو عدته لوجدتني عنده» فإن المريض لا يزال ذاكر اللّٰه ذكر اضطرار و افتقار و هو الذكر الأصلي الذي أنبنى عليه وجود الممكن و الحق تعالى جليس الذاكر له فمن والى في اللّٰه وليا فقد اجتمع بالله فإن كنت أنت وليا
[إن اللّٰه إذا والى وليا هو معه]
فاعلم إن اللّٰه أيضا معك فإذا واليت وليا و اللّٰه معه فقد اجتمع اللّٰه بالله فجمعت بين اللّٰه و نفسه فحصل لك أجر ما يستحقه صاحب هذه الجمعية فرأيت اللّٰه برؤية وليه فإن كان في الولاية أكبر منك فالله عنده أعظم و أكبر مما هو عندك فإن اللّٰه عند أوليائه على قدر معرفتهم به فأكثرهم جهلا به و حيرة فيه أعظمهم علما به و إذا لم تحصل لك بولاية ولي اللّٰه نسبة اللّٰه إلى ذلك الولي الخاص حتى تفرق بين نسبته سبحانه إليك و نسبته تعالى إلى ذلك الولي فما واليته جملة واحدة فيكلمك الحق على لسان ذلك الولي بما يسمع ليفيدك علما لم يكن عندك أو يذكرك و تسمع أنت منه إن كنت وليا تشهد ولايتك فتسمع بالحق إذ هو سمعك ما يتكلم به الحق على لسان ذلك الولي فيكون الأمر كمن يحدث نفسه بنفسه فيكون المحدث عين السامع و هذا ذوق يجده كل أحد من نفسه و لا يعرف ما هو إلا من شهد الأمر على ما هو عليه و أما قولنا الافتراق فعمن فتمام الخبر و هو قوله أو عاديت في عدو أو من عاديته فقد فارقته فإن الهادي يفارق المضل و الضار يفارق النافع فمن أحكم الأسماء الإلهية انفتح له في العلم بالله باب عظيم لا يضيق عن شيء
فلو علمت الذي أقول *** لم تك غير الذي يقول
ما أنت مثلي بل أنت عيني *** فلا قئول و لا مقول
تحيرت في الذي عنينا *** فيما أتتنا به العقول
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية