﴿سَنُرِيهِمْ آيٰاتِنٰا﴾ [فصلت:53] و هي الدلالات ﴿فِي الْآفٰاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ﴾ [فصلت:53] فما ترك شيئا من العالم فإن كل ما خرج من العالم عنك فهو عين الآفاق و هي نواحيك ﴿حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ [فصلت:53] لا غيره إذ لا غير و لهذا كان الخط مركبا من نقط لا تعقل إلا هكذا و السطح مركب من خطوط فهو مركب من نقط و الجسم مركب من سطوح فهو مركب من خطوط و هي مركبة من نقط فغاية التركيب الجسم و الجسم ثمان نقط و ليس المعلوم من الحق إلا الذات و السبع الصفات فلا هي هو و لا هي غيره فما الجسم غير النقط و لا النقط غير الجسم و لا هي عينه و إنما قلنا ثمان نقط أقل الأجسام لأن اسم الخط يقوم من نقطتين فصاعدا و أصل السطح يقوم من خطين فصاعدا فقد قام السطح من أربع نقط و أصل الجسم يقوم من سطحين فصاعدا فقد قام الجسم من ثمان نقط فحدث للجسم اسم الطول من الخط و اسم العرض من السطح و اسم العمق من تركيب السطحين فقام الجسم على التثليث كما قامت نشأة الأدلة على التثليث كما إن أصل الوجود الذي هو الحق ما ظهر بالإيجاد إلا بثلاث حقائق هويته و توجهه و قوله فظهر العالم بصورة موجدة حسا و معنى فنور على نور و ظلمة فوق ظلمة لأنه في مقابلة كل نور ظلمة كما أنه في مقابلة كل وجود عدم فإن كان الوجود واجبا قابلة العدم الواجب و إن كان الوجود ممكنا قابلة العدم الممكن فالمقابل على صورة مقابله كالظل مع الشخص و اعلم ما نبهك اللّٰه عليه في قوله تعالى ﴿وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّٰهُ لَهُ نُوراً فَمٰا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ [النور:40]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية