﴿أَ فَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذٰابِ أَ فَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النّٰارِ﴾ [الزمر:19] و هو أكرم المكلفين عليك و هذا الحكم منك و عليك يعود فما كان انقيادك إلا إليك و أنا صورة مماثلة للمحجوبين الذين لا يعرفونك معرفتي فيقولون قد أجاب الحق سؤالنا و انقاد إلينا فيما نريده منه و أنت ما أجبت إلا نفسك و ما تعلقت به إرادتك فانقيادي أنا لنفسي فإنه لا يتمكن أن أطلبك لك و إنما أطلبك لنفسي فلنفسي كان انقيادي لما دعوتني و جعلت حجابا بيني و بين المحجوبين من خلقك الذين لا يعرفون فقالوا فلان أجاب أمر ربه حين دعاه و ما علموا إن الانقياد مني إنما كان لإرادتك لا لأمرك فإنه ما يبدل الحكم لدي فإني ما أقبل غير هذا قبول ذات و فيه سعادتي ثم إنك سبحانك نسبت لي ذلك و أثنيت علي به و أنت تعلم كيف كان الأمر فظهرت بأمر تشهد الحقيقة بخلافه فقلت ﴿لاٰ يَعْصُونَ اللّٰهَ مٰا أَمَرَهُمْ﴾ [التحريم:6] و الحقيقة من خلف هذا الثناء تنادي لا يعصون اللّٰه ما أراد منهم و قرن الأمر منه بإرادته فذلك هو الأمر الذي لا يعصيه مخلوق و هو قوله ﴿إِذٰا أَرَدْنٰاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ﴾ [النحل:40]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية