ألقت إلى العز المحقق أمرها *** فالعين تبصر و التناول شاسع
الناس في أفعال العباد على قسمين طائفة ترى الأفعال من العباد و طائفة ترى الأفعال من اللّٰه و كل طائفة يبدو لها مع اعتقادها ذلك شبه البرق اللامع في ذلك يعطيها آن للذي نفى عنه ذلك الفعل نسبة ما و كل طائفة لها سحاب يحول بينها و بين نسبة الفعل لمن نفته عنه و قوله في رياحها إنها شديدة أي الأسباب و الأدلة التي قامت لكل طائفة على نسبة الأفعال لمن نسبتها إليه قوية بالنظر إليه و وصف سهامها بالنفوذ في نفوس الذين يعتقدون ذلك و كذلك سيوفها فيهم قواطع و قوله إنها ألقت إلى العز أي احتمت بحمى مانع يمنع المخالف أن يؤثر فيه فيبقى على هذا كل أحد على ما هي إرادة اللّٰه فيه قال تعالى ﴿زَيَّنّٰا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ﴾ [الأنعام:108] و قوله فالعين تبصر يقول الحس يشهدان الفعل للعبد و الإنسان يجد ذلك من نفسه بما له فيه من الاختيار و قوله التناول شاسع أي و نسبته إلى غير ما يعطيه الحس و النفس بعيد المتناول إلا أنه لا بد فيه من برق لامع يعطي نسبة في ذلك الفعل لمن نفى عنه لا يقدر على جحدها
(منزل الابتداء)
و يشتمل على منازل منها منزل الغلظة و السبحات و منزل التنزلات و العلم بالتوحيد الإلهي و منزل الرحموت و منزل الحق و الفزع و في هذا المنزل أقول
للابتداء شواهد و دلائل *** و له إذا حط الركاب منازل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية