﴿لَمْ يَلِدْ﴾ [الإخلاص:3] فإنه أحد صمد ﴿لَمْ يُولَدْ﴾ [الإخلاص:3] و لم تكن له حواء كفوا فخلصت هذه السورة الحق من التشبيه كما خلصته من التنزيه فإذا فهمت ما أشرنا إليه
[إن سر الإخلاص هو سر القدر الذي أخفى اللّٰه علمه عن العالم]
فاعلم إن سر الإخلاص هو سر القدر الذي أخفى اللّٰه علمه عن العالم لا بل عن أكثر العالم فميز الأشياء بحدودها فهذا معنى سر القدر فإنه التوقيف عينه و به تميزت الأشياء و به تميز الخالق من المخلوق و المحدث من القديم فتميز المحدث بنعت ثابت يعلم و يشهد و ما تميز القديم من المحدث بنعت ثبوتي يعلم بل تميز بسلب ما تميز به المحدث عنه لا غير فهو المعلوم سبحانه المجهول فلا يعلم إلا هو و لا يجهل إلا هو فسبحان من كان العلم به عين الجهل به و كان الجهل به عين العلم به و أعظم من هذا التمييز لا يكون و لا أوضح منه لمن عقل و استبصر و أما الإخلاص في الدين فهو الجزاء الوفاق فما ثم الأجزاء وفاق لا ينقص و لا يزيد فإن اللّٰه جعله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية