[أن الرحمة اللّٰه تعم جميع الموجودات]
فاعلم أن هذه الرحمة المركبة تعم جميع الموجودات و أنها مركبة من رحمة عامة و هي التي وسعت كل شيء و من رحمة خاصة و هي الرحمة التي تميز بها من اصطفاه اللّٰه و اصطنعه لنفسه من رسول و نبي و ولي و بهذه الرحمة المركبة جمع اللّٰه الكتب و أنزل كل كتاب سورا و آيات فمن آياته ما بقي كالقرآن و كل آية ظهرت بطريق الإعجاز و من آياته ما لم يبق فبقي اقتصار حكمها على من جاء بها فدلت على غيره كما دلت عليه فإن اللّٰه جعلها علامة على صدق ما ادعاه كل واحد واحد ممن ادعى القرب من اللّٰه إما بالحال و إن لم ينطق بالدعوى لما يرى عليه من آثار طاعة ربه و إما بالدعوى من حيث نطقه بذلك و لا يقع ذلك إلا عن غفلة فإنهم مأمورون بستر هذه الآيات أعني الأولياء فهي منسوخة في الأولياء محكمة في الأنبياء و الرسل فقال ﴿مٰا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ﴾ [البقرة:106] يقول من علامة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية