و اعلم أن اللّٰه تعالى لما كان له مطلق الوجود و لم يكن له تقييد مانع من تقييد بل له التقييدات كلها فهو مطلق التقييد لا يحكم عليه تقييد دون تقييد فافهم معنى نسبة الإطلاق إليه و من كان وجوده بهذه النسبة فله إطلاق النسب فليست نسبة به أولى من نسبة فما كفر من كفر إلا بتخصيص النسب مثل قول اليهود و النصارى عن أنفسهم دون غيرهم من أهل الملل و النحل ﴿نَحْنُ أَبْنٰاءُ اللّٰهِ وَ أَحِبّٰاؤُهُ﴾ [المائدة:18] فإذ و قد انتسبوا إليه كانوا يعمون النسبة و إن كانت خطأ في نفس الأمر فقال لهم اللّٰه ﴿فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ﴾ [المائدة:18] يقول تعالى النسبة واحدة فلم خصصتم نفوسكم بها دون هؤلاء و إن أخطأتم في نفس الأمر فخطؤكم من عموم النسبة أقل من خطئكم من خصوصها فإن ذلك تحكم على اللّٰه من غير برهان و أما طائفة أخرى فجعلوا لله ما يكرهون فقالوا الملائكة بنات اللّٰه فحكموا عليه بأنه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية