[إن الاستواء صفة للحق على العرش]
و لما كان الاستواء صفة للحق على العرش و خلق الإنسان على صورته جعل له مركبا سماه فلكا كما كان العرش فلكا فالفلك مستوي الإنسان الكامل و جعل لمن هو دون الإنسان الكامل مركبا غير الفلك من الأنعام ﴿وَ الْخَيْلَ وَ الْبِغٰالَ وَ الْحَمِيرَ﴾ [النحل:8] ليستوي الإنسان على ظهور هذه المراكب و شاركهم في ركوبها الإنسان الكامل فالكامل من الناس يستوي على كل مركوب و غير الكامل لا يستوي على الفلك إلا بحكم التبعية لا لعينه كما ورد في اليقين حين «قال عليه السّلام في عيسى عليه السّلام لو ازداد يقينا لمشى في الهواء» يشير إلى إسرائه و معلوم أن عيسى عليه السّلام أكثر يقينا منا لا من النبي ﷺ و نحن نمشي في الهواء بحكم التبعية لمن نحن أمته ﷺ لا بأنا أكثر في اليقين من عيسى عليه السّلام كما إن أمة عيسى عليه السّلام قد مشت على الماء كما مشى عليه السّلام على الماء و لكن نعلم و إن كان الأمر في هذا في حقنا بحكم التبعية أن كل الأمة ما مشت في الهواء كما مشى محمد ﷺ لأنه لم يكن بعض أمته تابعا له في كل ما أمر بأن يتبع فيه فمن وفى بحق اتباعه كان له حكمه كما قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية