﴿وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّٰ بِمٰا شٰاءَ﴾ [البقرة:255] فليس في كتابنا هذا و لا في غيره أصعب من تصور هذه المسألة على كل طائفة
[إن اللّٰه إذا أوقف العبد علم أنه معتنى به]
و اعلم أن العبد إذا أوقفه الحق تعالى كما قلنا بين اللّٰه و بين كل ما سواه و هذه بينية إله و عبد لا بينية حد فإن اللّٰه يتعالى جده أن يعلم حده فإذا وقف العبد في هذا المقام علم أنه معتنى به حيث شغله اللّٰه تعالى بمطالعة الانفعالات عنه و إيجاد الأعيان من قدرته تعالى و اتصافها بالوجود في حضرة إمكانها ما أخرجها منها و لا حال بينها و بين موطنها لكنه كساها خلعة الوجود فاتصفت به بعد أن كانت موصوفة بالعدم مع ثبوت العين في الحالين و بقي الكلام في ذلك الوجود الذي كساه الحق لهذا الممكن و لم يخرجه عن موطنه ما هو ذلك الوجود هل كان معدوما و وجد فالوجود لا يكون عدما و لا موجودا و إن كان معدوما فما حضرته إن كانت الإمكان فلا فرق بينه و بين هذه العين التي خلع عليها الوجود فإن الوجود من حيث ما هو معدوم في هذه الحضرة محتاج إلى وجود و هذا يتسلسل و يؤدي إلى محال و هو أن لا توجد هذه العين و قد وجدت و ما خرجت هذه العين عن حضرة الإمكان فكيف الأمر
[إن الوجود كالصورة التي في المرآة]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية