[إن للملائكة مدارج و معارج يعرجون عليها]
فاعلم إن للملائكة مدارج و معارج يعرجون عليها و لا يعرج من الملائكة إلا من نزل فيكون عروجه رجوعا إلا أن يشاء الحق تعالى فلا تحجير عليه و إنما كلامنا في الوقع في الوجود و إنما سمي النزول من الملائكة إلينا عروجا و العروج إنما هو لطالب العلو لأن لله في كل موجود تجليا و وجها خاصا به يحفظه و لا سيما و قد ذكر أنه سبحانه وسعه قلب عبده المؤمن و لما كان للحق سبحانه صفة العلو على الإطلاق سواء تجلى في السفل أو في العلو فالعلو له و الملائكة أعطاهم اللّٰه من العلم بجلاله بحيث إذا توجهوا من مقامهم لا يتوجهون إلا لله لا لغيره فلهم نظر إلى الحق في كل شيء ينزلون إليه فمن حيث نظرهم إلى ما ينزلون إليه يقال ﴿تَنَزَّلُ الْمَلاٰئِكَةُ﴾ [القدر:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية