و ﴿اِتَّقُوا اللّٰهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللّٰهُ﴾ [البقرة:282] و هذا هو حظ الوراثة من النبوة أن يتولى اللّٰه تعليم المتقي من عباده فيقرب سنده فيقول أخبرني ربي بشرع نبيه الذي تعبده به ممن أخذه أوحى به إليه فهو عال في العلم تابع في الحكم و هم الذين ليسوا بأنبياء و تغبطهم الأنبياء عليه السّلام في هذه الحالة لأنهم اشتركوا معهم في الأخذ عن اللّٰه و كان أخذ هذه الطائفة عن اللّٰه بعد التقوى بما عملوا عليه مما جاءهم به هذا الرسول فهم و إن كانوا بهذه المثابة و أنتج لهم تقواهم الأخذ عن اللّٰه في موازين الرسل و تحت حوطتهم و في دائرتهم و وقع الاغتباط في كونهم لم يكونوا رسلا فبقوا مع الحق دائما على أصل عبودية لم تشبها ربوبية أصلا فمن هنا وقع الغبط لراحتهم و إن كانت الرسل أرفع مقاما منهم أ لا تراهم يوم القيامة ﴿لاٰ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ﴾ [الأنبياء:103] و لا يداخلهم خوف البتة و الرسل في ذلك اليوم في غاية من شدة الخوف على أممهم لا على أنفسهم و الأمم في الخوف على أنفسهم و هؤلاء في ذلك اليوم لا أثر للخوف عندهم فإنهم حشروا ﴿إِلَى الرَّحْمٰنِ وَفْداً﴾ [مريم:85]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية