هدى ثانية ﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً﴾ [المؤمنون:14] و هي المرتبة الفردية و لها الجمع و الإنسان محل الجمع لصورة الحضرة الإلهية و لصورة العالم الكبير و لهذا كان الإنسان وجوده بين الحق و العالم الكبير و انفصل جميع المولدات ما سوى الإنسان عن وجود الإنسان بأن جميع المولدات ما عداه موجودون عن العالم فهو عن أم بغير أب كوجود عيسى بن مريم صلوات اللّٰه عليه و إنما نبهناك على هذا لئلا تقول إن جميع المولدات وجدوا بين اللّٰه و العالم و ما كان الأمر كذلك و إلا فلا فائدة لقوله خلق آدم على صورته و لو كانت الصورة ما يتوهمه بعض أصحابنا بل شيوخنا من كونه ذاتا و سبع صفات فإن ذلك ليس بصحيح فإن الحيوان معلوم أن له ذاتا و أنه حي عالم مريد قادر متكلم سميع بصير فكان يبطل اختصاص الإنسان بالصورة و إنما جاءت على جهة التشريف له فلم يبق إلا أن تكون الصورة غير ما ذكروه فإن منعت العلم عن الحيوان كابرت الحس فإن الحيوان مفطور على العلم و أنه يوحى إليه كما قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية