﴿وَ أَوْحىٰ فِي كُلِّ سَمٰاءٍ أَمْرَهٰا﴾ [فصلت:12] إلى أن خلق صور المولدات
[الأرواح و الصور النورية و الخيالية و العنصرية]
و لما أكمل اللّٰه هذه الصور النورية و العنصرية بلا أرواح تكون غيبا لهذه الصور تجلى لكل صنف من الصور بحسب ما هي عليه فتكون عن الصور و عن هذا التجلي أرواح الصور و هي المسألة الثانية فخلق الأرواح و أمرها بتدبير الصور و جعلها غير منقسمة بل ذاتا واحدة و ميز بعضها عن بعض فتميزت و كان ميزها بحسب قبول الصور من ذلك التجلي و ليست الصور بأينيات لهذه الأرواح على الحقيقة إلا أن هذه الصور لها كالملك في حق الصور العنصرية و كالمظاهر في حق الصور كلها ثم أحدث اللّٰه الصور الجسدية الخيالية بتجل آخر بين اللطائف و الصور تتجلى في تلك الصور الجسدية الصور النورية و النارية ظاهرة للعين و تتجلى الصور الحسية حاملة للصور المعنوية في هذه الصور الجسدية في النوم و بعد الموت و قبل البعث و هو البرزخ الصوري و هو قرن من نور أعلاه واسع و أسفله ضيق فإن أعلاه الصماء و أسفله الأرض و هذه الأجساد الصورية التي يظهر فيها الجن و الملائكة و باطن الإنسان و هي الظاهرة في النوم و صور سوق الجنة و هي هذه الصور التي تعمر الأرض التي تقدم الكلام عليها في بابها
[غذاء الأرواح و غذاء الصور]
ثم إن اللّٰه تعالى جعل لهذه الصور و لهذه الأرواح غذاء و هو المسألة الثالثة يكون بذلك الغذاء بقاؤهم و هو رزق حسي و معنوي فالمعنوي منه غذاء العلوم و التجليات و الأحوال و الغذاء المحسوس معلوم و هو ما تحمله صور المطعومات و المشروبات من المعاني الروحانية أعني القوي فذلك هو الغذاء فالغذاء كله معنوي على ما قلناه و إن كان في صور محسوسة فتتغذى كل صورة نورية كانت أو حيوانية أو جسدية بما يناسبها و تفصيل ذلك يطول
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية