﴿بَلىٰ وَ لٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [البقرة:260] أي يسكن إلى الوجه الذي يحيي به الموتى و يتعين لي إذ الوجوه لذلك كثيرة فسكن إليه سكونا لا يشوبه تحير و لا تشويش يعني في معرفة الكيفية فانظر بما ذا قرن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم من فاتته صلاة العصر و سبب ذلك أن أوائل أوقات الصلوات الأربع محدودة إلا العصر فإنها غير محدودة و إن قاربت الحد من غير تحقيق فقربت من التنزيه عن تقييد الحدود إذ كان المغرب محدودا بغروب الشمس و هو محقق محسوس و العشاء محدود أوله بمغيب الشفق و هو محقق محسوس أي شفق كان على الخلاف المعلوم فيه و الفجر محدود أوله بالبياض المعترض في الأفق المستطير لا المستطيل و هو محقق محسوس و الظهر محدود بزوال الشمس و فيء الظل و هو محقق محسوس و لم يأت مثل هذه الحدود في العصر فتنزهت عن الحدود المحققة فجعل النبي صلى اللّٰه عليه و سلم وقتها أن تكون الشمس مرتفعة بيضاء نقية و الحد الوارد في ذلك ما يكون في الظهور مثل سائر حدود أوقات الصلوات فعظم قدرها النبي صلى اللّٰه عليه و سلم للمناسبة في نفي تحقيق الحدود و كذلك حب المال و الأهل لا يضبطه حد يقول القائل في الولد
و إنما أولادنا بيننا *** أكبادنا تمشي على الأرض
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية