و هذا من صفة الإنسان لا من صفة الملك هذا و إن شورك الإنسان في كل ما ذكرناه إلا إن الإنسان امتاز عن الكل بالمجموع و بالصورة فاعلم هذا فلا تصح العبودية المحضة التي لا يشوبها ربوبية أصلا إلا للإنسان الكامل وحده و لا تصح ربوبية أصلا لا تشوبها عبودة بوجه من الوجوه إلا لله تعالى فالإنسان على صورة الحق من التنزيه و التقديس عن الشوب في حقيقته فهو المألوه المطلق و الحق سبحانه هو الإله المطلق و أعني بهذا كله الإنسان الكامل و ما ينفصل الإنسان الكامل عن غير الكامل إلا برقيقة واحدة و هي أن لا يشوب عبوديته ربوبية أصلا و لما كان للإنسان الكامل هذا المنصب العالي كان العين المقصودة من العالم وحده و ظهر هذا الكمال في آدم عليه السلام في قوله تعالى ﴿وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمٰاءَ كُلَّهٰا﴾ [البقرة:31] فأكدها بالكل و هي لفظة تقتضي الإحاطة فشهد له الحق بذلك كما ظهر هذا الكمال في محمد صلى اللّٰه عليه و سلم أيضا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية