﴿اَللّٰهُ الَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ﴾ [ طه:98] فأعاد الضمير على اللّٰه المذكور في أول الآية
[أن التوحيد الذي يؤمر به العبد غير التوحيد الذي يوحد الحق به نفسه]
و اعلم أن التوحيد الذي يؤمر به العبد أن يعلمه أو يقوله ليس هو التوحيد الذي يوحد الحق به نفسه فإن توحيد الأمر مركب فإن المأمور بذلك مخلوق و لا يصدر عن المخلوق إلا ما يناسبه و هو مخلوق عن مخلوق فهو أبعد في الخلق عن اللّٰه من الذي وجد عنه هذا التوحيد على كل مذهب من نفاة الأفعال عن المخلوقين و مثبتيها لأن النفاة قائلون بالكسب و غير النفاة قائلون بالإيجاد فكيف يليق بالجناب العزيز ما هو مضاف إلى الخلق و إن كنا تعبدنا به شرعا فنقرره في موضعه و نقوله كما أمرنا به على جهة القربة إليه مع ثبوت قدمنا فيما أشهدنا الحق من المعرفة به من كونه لا يعرف في
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية