فقد تبين لك أيها الولي آباؤك و أمهاتك من هم إلى أقرب أب لك و هو الذي ظهر عينك به و أمك كذلك القريبة إليك إلى الأب الأول و هو الجد الأعلى إلى بما بينهما من الآباء و الأمهات فشكرهم الذي يسرون به و يفرحون بالثناء عليهم هو أن تنسبهم إلى مالكهم و موجدهم و تسلب الفعل عنهم و تلحقه بمستحقه الذي هو خالق كل شيء فإذا فعلت ذلك فقد أدخلت سرورا على آبائك بفعلك ذلك و إدخال هذا السرور عليهم هو عين برك بهم و شكرك إياهم و إذا لم تفعل هذا و نسيت اللّٰه بهم فما شكرتهم و لا امتثلت أمر اللّٰه في شكرهم فإنه قال ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي﴾ [لقمان:14] فقدم نفسه ليعرفك أنه السبب الأول و الأولى ثم عطف و قال ﴿وَ لِوٰالِدَيْكَ﴾ [لقمان:14]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية