و أما النوع الثاني من الفتوح فهو فتوح الحلاوة
في الباطن
قالت الطائفة هو سبب جذب الحق بإعطافه
و أما النوع الثالث فهو فتوح المكاشفة بالحق
قالت الطائفة هو سبب المعرفة بالحق و الجامع لذلك كله إن كل أمر جاءك من غير تعمل و لا استشراف و لا طلب فهو فتوح ظاهرا كان أو باطنا و له علامة في الذائق الفتوح و هي عدم الأخذ من فتوح الغير أو نتائج الفكر و من شرط الفتوح أن لا يصحبه فكر و لا يكون نتيجة فكر و كان شيخنا أبو مدين يقول في الفتوح أطعمونا ﴿لَحْماً طَرِيًّا﴾ [النحل:14] كما قال اللّٰه تعالى لا تطعمونا القديد أي لا تنقلوا إلينا من الفتوح إلا ما يفتح به عليكم في قلوبكم لا تنقلوا إلينا فتوح غيركم يرفع بهذا همة أصحابه لطلب الأخذ من اللّٰه تعالى فاعلموا يا إخواننا أن مقام الفتوح محتاج إلى ميزان حقيقي و هو مقام فيه مكر خفي و استدراج فإن اللّٰه قد ذكر الفتح بالبركات ﴿مِنَ السَّمٰاءِ وَ الْأَرْضِ﴾ [الأعراف:96]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية