﴿وَ اللّٰهُ رَؤُفٌ بِالْعِبٰادِ﴾ [البقرة:207] حيث جعل لهم أنوارا يدركون بها
[أن للنور حظ في السعادة]
و قد علموا أن النور لا حظ له في الشقاء فلا بد أن يكون المال إلى الملائم و حصول الغرض و ذلك هو المعبر عنه بالسعادة لأنه قال كل نفس فعم و ما خص نفسا من نفس و ذكر الخير و الشر فالوجود نور و العدم ظلمة فالشر عدم و نحن في الوجود فنحن في الخير و إن مرضنا فإنا نصح فإن الأصل جابر و هو النور و هكذا صفة كل نور إنما جاء ليظهر ما طلع عليه فلا تدرك الأشياء إلا بك و به فلهذا لا يصح نتيجة أي لا تكون إلا بين اثنين أصلها الاقتدار الإلهي و قبول الممكن للانفعال لو نقص واحد من هاتين الحقيقتين لما ظهر للعالم عين فقد أعطيناك أمرا كليا في هذه الأنوار فلا نتكلف بسطها مخافة التطويل و الأحوال لا تحتمل الإسهاب فلنذكر مبهمات الأنوار فأما النور الذي نسعى به فهو ما تقدم ذكره من أنوار المعلومات التي اكتفينا بذكر واحد منها ليكون تنبيها و أنموذجا لما سكتنا عنه و أما النور الذي بين أيدينا فهو نور الوقت و الوقت ما أنت به فنوره ما أنت به فانظر فيه كيفما كان فهو مشهودك الحاكم عليك و القائم بك و هو عين الاسم الإلهي الذي أنت به قائم في الحال لا حكم له في ماض و لا مستأنف و أما النور الذي عن يمينك فهو المؤيد لك و المعين على ما يطلبه منك النور الذي بين يديك و هو الذي طلبت من اللّٰه في حال صلاتك في قولك
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية