﴿وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولىٰ﴾ [الواقعة:62] يعني أنها كانت على غير مثال سبق و قال ﴿كَمٰا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾ [الأعراف:29] أي على غير مثال فالبديع حيث كان حكمه ظاهر نفي المثال و ما انتفى عنه المثال فهو أول فأعطيناه أول الزمان اليومي و هو الذي ظهر بوجود الشمس في الحمل و أوله الشرطين و أعطيناه من الحروف الهاء فإنها أول حرف ظهر في المخرج الأول و الاسم أعطى العين الموجودة و العين الموجودة ظهر بها الزمان الذي هو مقارنة حادث لحادث يسأل عنه بمتى فإن كان الموجود ذا نفس في مادة أعطى الحرف و ترتيب المنازل بحلول الشمس لإظهار أعيان الفصول التي بها قوام المولدات فالحروف تحكم على الكلمات و الكواكب تحكم على فصول الزمان و الأسماء تحكم في الموجودات و الأعيان مقسمة بين فاعل و منفعل فإذا فهمت هذا نسبت كل اسم إلهي إلى متعلقة غالبا و إن كان لغيره فيه حكم و قد تقدم الكلام في مثل هذا و متعلقة موجود ما أو حكم في موجود ثم ربط الوجود بعضه ببعضه بين فاعل و منفعل و جوهر و عرض و مكان و زمان و إضافة و غير ذلك من تقاسيم الأشياء فيه ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الفصل التاسع و الثلاثون»في النقل في الأنفاس
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية