اعلم أن المراتب كلها إلهية بالأصالة و ظهرت أحكامها في الكون و أعلى رتبة إلهية ظهرت في الإنسان الكامل فأعلى الرتب رتبة الغني عن كل شيء و تلك الرتبة لا تنبغي إلا لله من حيث ذاته و أعلى الرتب في العالم الغني بكل شيء و إن شئت قلت الفقر إلى كل شيء و تلك رتبة الإنسان الكامل فإن كل شيء خلق له و من أجله و سخر له لما علم اللّٰه من حاجته إليه فليس له غنى عنه و الحاجة لا تكون إلا لمن بيده قضاؤها و ليس إلا اللّٰه الذي ﴿بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [المؤمنون:88] فلا بد أن يتجلى لهذا الإنسان الكامل في صورة كل شيء ليؤدي إليه من صورة ذلك الشيء ما هو محتاج إليه و ما يكون به قوامه و لما اتصف اللّٰه لعباده بالغيرة أظهر حكمها فأبان لهم أنه المتجلي في صورة كل شيء حتى لا يفتقر إلا إليه خاصة فقال عز و جل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية