نعمة اللّٰه عليه حين أمره بالسجود لآدم و ألحقه بالملإ الأعلى في الخطاب بذلك فحرمه اللّٰه لشؤم النشأة لعنصرية و لو لا إن اللّٰه تعالى جمع لآدم في خلقه بين يديه فحاز الصورتين و إلا كان من جملة الحيوان الذي يمشي على رجليه و لهذا «قال صلى اللّٰه عليه و سلم كمل من الرجال كثيرون و لم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون و مريم ابنة عمران» فالكمل هم الخلائف و استخدم اللّٰه له العالم كله فما من حقيقة صورية في العالم الأعلى و الأسفل إلا و هي ناظرة إليه نظر كمال أمينة على سر أودعها اللّٰه إياه لتوصله إليه و قولي صورية أي لها صورة معينة في العالم تحوز مكانها و مكانتها و هذا القدر من الإشارة إلى حكم هذا الاسم الإلهي الجامع في هذا النوع كاف في حصول الغرض من نفس الرحمن فإنه حاز العماء كله و لهذا كان له حرف الميم من حيث صورته و هو آخر الحروف و ليس بعده إلا الواو الذي هو للمراتب فيدخل فيه الحق و الخلق لعموم الرتبة فلنذكرها في الفصل الذي يلي هذا الفصل و أي اسم لها فنقول
«الفصل الثامن و الثلاثون»في الاسم الإلهي
﴿رَفِيعُ الدَّرَجٰاتِ ذُو الْعَرْشِ﴾ [غافر:15] و توجهه على تعيين المراتب لا على إيجادها لأنها نسب لا تتصف بالوجود إذ لا عين لها و لها من الحروف حرف الواو و من المنازل المقدرة الرشاء و هو الحبل الذي للفرع و هذه صورته في الهامش
[ظهور أعلى مراتب إلهية في الإنسان]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية