﴿مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ [الطلاق:12] الظاهر يريد طباقا ثم قال ﴿يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ﴾ [الطلاق:12] أي بين السموات و الأرض و لو كانت أرضا واحدة لقال بينهما هذا هو الظاهر و هو الذي يعطيه الكشف و الأمر النازل بينهن هذا الأمر الإلهي الذي يكون بين السماء الدنيا و الأرض التي نحن عليها ينزل من السماء ثم يطلب أرضه و هو قوله ﴿وَ أَوْحىٰ فِي كُلِّ سَمٰاءٍ أَمْرَهٰا﴾ [فصلت:12] فذلك الأمر هو الذي ينزل إلى أرضه بما أوحى اللّٰه فيه على عامر تلك الأرض من الصور و الأرواح و جعل هذه الأرض سبعة أقاليم و اصطفى من عباده المؤمنين سبعة سماهم الأبدال لكل بدل إقليم يمسك اللّٰه وجود ذلك الإقليم به فالإقليم الأول ينزل الأمر إليه من السماء الأولى من هناك و تنظر إليه روحانية كوكبه و البدل الذي يحفظه على قلب الخليل عليه السلام و الإقليم الثاني ينزل الأمر إليه من السماء الثانية و تنظر إليه روحانية كوكبها و البدل الذي يحفظه على قلب موسى عليه السلام و الإقليم الثالث ينزل إليه الأمر الإلهي من السماء الثالثة و تنظر إليه روحانية كوكبها و البدل الذي يحفظه على قلب هارون و يحيى عليهما السلام بتأييد محمد عليه الصلاة و السلام و الإقليم الرابع ينزل الأمر إليه من قلب الأفلاك كلها و تنظر إليه روحانية كوكبها الأعظم و البدل الذي يحفظه على قدم إدريس عليه السلام و هو القطب الذي لم يمت إلى الآن و الأقطاب فينا نوابه و الإقليم الخامس ينزل إليه الأمر من السماء الخامسة و تنظر إليه روحانية كوكبها و البدل الذي يحفظ اللّٰه به ذلك الإقليم على قلب يوسف عليه السلام و يؤيده محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و الإقليم السادس ينزل الأمر إليه من السماء السادسة و تنظر إليه روحانية كوكبها و البدل الذي يحفظه على قلب عيسى روح اللّٰه و يحيى عليهما السلام و الإقليم السابع ينزل الأمر إليه من السماء الدنيا و ينظر إليه روحانية كوكبها و البدل الذي يحفظه على قلب آدم عليه السلام و اجتمعت بهؤلاء الأبدال السبعة بحرم مكة خلف حطيم الحنابلة وجدتهم يركعون هناك فسلمت عليهم و سلموا علينا و تحدثت معهم فما رأيت فيما رأيت أحسن سمتا منهم و لا أكثر شغلا منهم بالله ما رأيت مثلهم إلا سقيط الرفرف ابن ساقط العرش بقونية و كان فارسيا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية