و أعلم من اللّٰه فلا يكون و قد جاء مثل هذا في حق اللّٰه و الوجه الآخر في الجواب و هو إنا قد علمنا إن لله في كل كائن وجها يخصه و ذلك الوجه الإلهي لا يتصف بالخلق و قال للقلم اكتب علمي في خلقي و ما قال له اكتب علمي في الوجه الذي مني لكل مخلوق على انفراده فهو سبحانه يعطي بسبب و هو الذي كتبه القلم من علم اللّٰه في خلقه و يعطي بغير سبب و هو ما يعطيه من ذلك الوجه فلا تعرف به الأسباب و لا الخلق فوقعت المشورة ليظهر عنها أمر يمكن أن يكون من علم ذلك الوجه فيلقي إليه من شاوره في تدبيره علما قد حصل له من اللّٰه من حيث ذلك الوجه الذي لم يكتب علمه و لا حصل في خلقه و لهذا قال اللّٰه لرسوله ﴿فَإِذٰا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّٰهِ﴾ [آل عمران:159] يعني على إمضاء ما اتفقتم عليه في المشورة أو ما انفردت به دونهم و قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية