﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ﴾ [يونس:26] و الزيادة حيث وقعت من الخير و الشر و لا تعقل الزيادة إلا بعد عقل الأصل فإذا علم مقداره علم الزائد لئلا يتخيل في الزائد أنه أصل فأقل الزيادة مثل الأصل إلى رابع درجة و ليس فوقها زيادة و كل زيادة زائدة على الزيادة مثل الأصل سواء مثاله الأصل وجود عين العقل و الزائد وجود النفس و هو على قدر العقل ثم الطبيعة و هي على قدر العقل ثم الهباء و هو على مقدار العقل ثم الجسم الكل و هو الرابع و ليس وراءه شيء إلا الصور و كذلك المد الطبيعي بمنزلة العقل مثل مد الألف من قال و شبهه فهذا سار في كل موجود فإن له من الحق إمدادا به بقاؤه فما زاد على ما به بقاؤه و ظهور عينه فلسبب آخر و لما كان العقل أول موجود جعل سببا لكل إمداد إلهي في الوجود كذلك الهمزة في النفس الإنساني أوجبت الإمداد في الصوت سواء تأخرت أو تقدمت و تنتهي الزيادة في ذلك على المد الطبيعي إلى أربع مراتب كل زيادة على قدر الأصل التي هي الألف الطبيعية في كل ممدود مثال ذلك أامن في قراءة أبي عمرو و أاامن في قراءة ابن عامر و الكسائي و أااامن في قراءة عاصم و أاااامن في قراءة ورش و حمزة و كذلك جاء و جااء و جاااء و جااااء على ما ذكرناه فهذا الإمداد الإلهي قبل الموجب له و بعده هو بحسب المعرفة بالله فمن لم يعرف اللّٰه بدليل العالم عليه كان الإمداد متقدما على العلم بالله من حيث لا يعلم العبد فهو يتقلب في نعمة اللّٰه و لا علم له بالمنعم من هو على التعيين و من عرف العالم بالله كان الإمداد متأخرا لأنه علم اللّٰه فرآه قبل إمداده و إن كان علمه به من إمداده و لكن ذلك هو المد الطبيعي فالإمداد في النفس الرحماني إيجاد النعم على التضعيف بالزيادة منها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية