و هو المعبر عنه بالهجوم و سيأتي له باب في هذا الكتاب و لما كان الحق دعا قلوب العباد إليه و شرع لهم الطريق الموصلة المشروعة و تعرف إليهم بالدلالات فعرفوه و تحبب إليهم بالنعم فأحبوه فلما تجلى لهم على غير موعد عند ما دخلوا عليه و هم غير عارفين بأنهم في حال دخول عليه فجئهم تجليه فعرفوه بالعلامة فدهشوا لفجأة التجلي و التذوا لعلمهم بالعلامة في نفوسهم أنه حبيبهم و مطلوبهم فهذا التذاذهم في دهش المحب اللّٰه وصف نفسه بالاختيار و ﴿أَنَّهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الحج:6] و إنه لو شاء فعل و إنه لا مكره له و هو الصادق في قوله و ما حكم به على نفسه و هو أيضا المقيت فقد ترتبت الأمور ترتيب الحكمة ف ﴿لاٰ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ﴾ [الرعد:41] فهو في كل حال يفعل ما ينبغي كما ينبغي لما ينبغي فعل حكيم عالم بالمراتب فتأتيه أسئلة السائلين و ما يوافق توقيت الإجابة في عين ما سألوه فيه و قد تقرر أنه لا مكره له و لا بد من التوقف عند هذا السؤال لمناقضته إذا أجابه ترتيب الحكمة فهذا المقدار يسمى دهشا و أما التذاذه فإن السائل في ذلك محبوب فهو يحب سؤاله و دعاءه كما
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية