﴿أَ فَعَيِينٰا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ [ق:15] يعني في كل نفس هو تعالى في خلق جديد في عباده و هو قوله ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرحمن:29] و قال في أهل السعادة ﴿لاٰ يَمَسُّهُمْ فِيهٰا نَصَبٌ﴾ [الحجر:48] مع كونهم في كل حال يتصرفون في حق اللّٰه لا في حق نفوسهم ثم إن ذلك يعود عليهم لا يقصدونه من أجل عوده عليهم بل الحقائق تعطي ذلك فلهذا وصف المحب بأنه لا نفس له مع محبوبه
(منصة و مجلى)نعت المحب بأنه كله لمحبوبه
و ذلك أنه مجموع و بحكم جمعيته ظهر عينه فآحاده لله إذ الأحدية لله و ليس المجموع سوى هذه الآحاد فكله لله فإن كل واحد من المجموع إذا ضربته في الواحد الحق كان الخارج من ذلك واحد الحق فهذا معنى كله لمحبوبه و هو واحد المجموع لأن المجموع له أحدية و على هذا يخرج إذا كان المحب اللّٰه فالكل في حق اللّٰه مع أحديته إنما ذلك الأسماء الإلهية و هي التسعة و التسعون فظهرت الكثرة في الأسماء فصح اسم الكل و آحاد هذا الكل عين كل اسم على حدة يطلب من العبد ذلك الاسم حقيقة واحدة يظهر سلطانه فيها و لا تكون إلا واحدة فتضرب الواحد في الواحد فيظهر في الشاهد واحد العبد و هو المحبوب فكله لله لأن الأسماء كلها تظهر أحكامها في العبد و الأسماء لله فالكل للعبد المحبوب عند اللّٰه فما في الحضرة الإلهية شيء إلا للعبد المحبوب ﴿فَإِنَّ اللّٰهَ﴾ [البقرة:98] بذاته
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية