فهو الفاعل في كل حال و ليست ذاته بمحل لظهور الآثار فقد وقعت التوطئة أنه مهيأ لما يحتاج إليه الكون لا لنفسه و له في كل ما أوجده تسبيح هو غذاء ذلك الموجود فلهذا أخبر سبحانه أنه ما من شيء إلا و هو ﴿يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء:44] و قد ذكرناه في مقام الفتوة
(منصة و مجلى)نعت المحب بأنه متداخل الصفات
و ذلك أن المحب يطلب الاتصال بالمحبوب و يطلب اتباع إرادة المحبوب و قد يريد المحبوب ما يناقض الاتصال فقد تداخلت صفات المحب في مثل هذا المحب اللّٰه هو الأول من عين ما هو آخر فدخلت آخريته على أوليته و دخلت أوليته على آخريته و ما ثم إلا عينه فأوليته عينه و آخريته عبده و هو محبوبه فقد تداخلت صفاته في صفات محبوبه فإن قلت عبد لم تخلص و إن قلت سيد لم تخلص و أنت صادق في الأمرين فهذا حكم التداخل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية