و يشبهه من الحب الإلهي التقييد بعقيدة واحدة دون غيرها كما يشبه الروحاني الطبيعي في الطهارة و يشبه الإلهي الطبيعي في الذي يراه في جميع العقائد عينا واحدة
(وصل) [للحب أربعة ألقاب]
و اعلم أن الحب كما قلناه و إن كان له أربعة ألقاب فلكل لقب حال فيه ما هو عين الآخر فلنبين ذلك كله فمن ذلك الهوى و يقال على نوعين و هما في الحب النوع الواحد سقوطه في القلب و هو ظهوره من الغيب إلى الشهادة في القلب يقال هوى النجم إذا سقط يقول تعالى ﴿وَ النَّجْمِ إِذٰا هَوىٰ﴾ [ النجم:1] فهو من أسماء الحب في ذلك الحال و الفعل منه هوى يهوى بكسر عين الفعل في الماضي و فتحها في المستقبل و الاسم منه هوى و هو الهوى و هذا الاسم هو الفعل الماضي من الهوى الذي هو السقوط يقال هوى بفتح عين الفعل في الماضي يهوي بكسرها في المستقبل و الاسم منه هوى و سبب حصول المعنى الذي هو الهوى في القلب أحد ثلاثة أشياء أو بعضها أو كلها إما نظرة أو سماع أو إحسان و أعظمها النظر و هو أثبتها فإنه لا يتغير باللقاء و السماع ليس كذلك فإنه يتغير باللقاء فإنه يبعد أن يطابق ما صوره الخيال بالسماع صورة المذكور و أما حب الإحسان فمعلول تزيله الغفلة مع دوام الإحسان لكون عين المحسن غير مشهودة و أما الهوى الثاني فلا يكون إلا مع وجود حكم الشريعة و هو قوله لداود ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَ النّٰاسِ بِالْحَقِّ وَ لاٰ تَتَّبِعِ الْهَوىٰ﴾ [ص:26] يعني لا تتبع محابك بل اتبع محابي و هو الحكم بما رسمته لك ثم قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية