﴿كُلُّ شَيْءٍ هٰالِكٌ﴾ [القصص:88] فإنه لا يبقى حالة أصلا في العالم لا كونية و لا إلهية ﴿إِلاّٰ وَجْهَهُ﴾ [القصص:88] يريد ذاته إذ وجه الشيء ذاته فلا تهلك أين الصورة التي تحول فيها من الصورة التي تحول عنها هذا حظ الصورة التي تحول عنها من نسبة الهلاك إليها فكل ما سوى ذات الحق فهو في مقام الاستحالة السريعة و البطيئة فكل ما سوى ذات الحق خيال حائل و ظل زائل فلا يبقى كون في الدنيا و الآخرة و ما بينهما و لا روح و لا نفس و لا شيء مما سوى اللّٰه أعني ذات الحق على حالة واحدة بل تتبدل من صورة إلى صورة دائما أبدا و ليس الخيال إلا هذا فهذا هو عين معقولية الخيال أنظره في الأصل حيث قال في العماء فشبه بالسحاب و التشبيه تخيل و العماء هو جوهر العالم كله فالعالم ما ظهر إلا في خيال فهو متخيل لنفسه فهو هو و ما هو هو و مما يؤيد ما ذكرناه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية