يقول و ما هم قليل يعني أنهم كثير فهو قوله ﴿وَ كَثِيرٌ مِنَ النّٰاسِ﴾ [الحج:18] ثم قال ﴿وَ كَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذٰابُ﴾ [الحج:18] و سبب ذلك إن وكله من حيث نفسه الناطقة الموجودة بين الطبيعة و النور بما جعل اللّٰه فيها من الفكر ليكتسب به المعرفة بالله تعالى اختيارا من اللّٰه و أعطاها العقل كما أعطى سائر الموجودات و أعطاه صفة القبول و عشقه بالقوة المفكرة لاستنباط العلوم من ذاته لتظهر فيه قوة إلهية فإنه يحب الرئاسة و الظهور و الشفوف على أبناء جنسه لاشتراكهم في ذلك ثم لما أعطاهم القوة المفكرة نصب لهم علامات و دلائل تدل على الحدوث لقيامها بأعيانهم و نصب لهم دلائل و علامات تدل على القدم الذي هو عبارة عن نفي الأولية عن وجوده و تلك الدلائل بأعيانها هي التي نصبها للدلالة على الحدوث فسلبها عن الذات القديمة المسماة اللّٰه هو الدليل ليس غير ذلك فللأدلة وجهان و هي عين واحدة يدل ثبوتها على حدوث العالم و سلبها على موجد العالم فلما نظر بهذا النظر و قال عرفت اللّٰه بما نصبه من الأدلة على معرفتنا بنا و به و هي الآيات المنصوبة في الآفاق و في أنفسنا حتى يتبين لنا أنه الحق و قد تبين و هو الذي عبرنا عنه بالتجلي فإن التجلي إنما هو موضوع للرؤية و ذلك قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية