«قوله ﷺ إن اللّٰه قال على لسان عبده سمع اللّٰه لمن حمده» و «قوله عن اللّٰه كنت سمعه و بصره و لسانه و يده و رجله» و الحق بلا شك هو القائل بالنون و أنا و إنا و نحن و إني فلنذكره بها نيابة عنه أو نذكره به لأنه الذاكر بها على لساني فهو أتم في الحضور بالذكر و أقرب فتحا للوقوف على ما تدل عليه و لهذه الأسماء أيضا أعني المضمرات خواص في الفعل لم أر أحدا يعرف منها من أهل اللّٰه إلا لفظة هو فإذا قلت هو كان هو و إن لم يكن هو عند قولك هو و لكن يكون هو عند قولك هو و كذلك ما بقي من أسماء الإضمار فاعلم ذلك فإنه من أسرار المعرفة بالله و لا يشعر به و لا نبه أحد عليه من أهل اللّٰه غيرة و بخلا أو خوفا لما يتعلق به من الحظر لما يظهر فيه من تكوين اللّٰه عند لفظة هو من العبد إذ كان اللّٰه يقولها على لسان عبده آية ذلك من كتاب اللّٰه ﴿فَتَنْفُخُ فِيهٰا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي﴾ [المائدة:110] فإن تكوين اللّٰه بلفظ هو من العبد هو ظهوره في مظهر خاص في ذلك الوقت إذ لا يظهر غيره و لا قال هو إلا هو فهو أظهر نفسه فهو الظاهر المظهر و الباطن المبطن و العزيز المعز و الغني المغني فقد نبهتك على سر هذا الذكر بهذا الاسم و على هذا تأخذ جميع أسماء الضمائر و الإشارات و الكنايات و لكن الطهارة و الحضور و الأدب و العلم بهذه الأمور لا بد منه حتى تعرف من تذكر و كيف تذكر و من يذكر و بمن تذكر و اللّٰه خير الذاكرين له و لك
(القسم الثاني) من علم الأسماء الإلهية
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية