﴿سِيرَتَهَا الْأُولىٰ﴾ [ طه:21] فجواهر الأشياء متماثلة و تختلف بالصور و الأعراض و الجوهر واحد أي ترجع عصا مثل ما كانت في ذاتها و في رأى عينك كما كانت حية في ذاتها و في رأى عينك ليعلم موسى من يرى و ما يرى و بمن يرى و هذا تنبيه إلهي له و لنا و هو الذي قاله عليم سواء من أن الأعيان لا تنقلب فالعصا لا تكون حية و لا الحية عصا و لكن الجوهر القابل صورة العصا قبل صورة الحية فهي صور يخلعها الحق القادر الخالق عن الجوهر إذا شاء و يخلع عليه صورة أخرى فإن كنت فطنا فقد نبهتك على علم ما تراه من صور الموجودات و تقول هو ضروري من كونك لا تقدر على إنكاره و قد بان لك أن الاستحالات محال و لله أعين في بعض عباده يدركون بها العصا حية في حال كونها عصا و هو إدراك إلهي و فينا خيالي و هكذا في جميع الموجودات سواء انظر لو لا قوة الحس ما قلت هذا جماد لا يحس و لا ينطق و ما به من حياة و هذا نبات و هذا حيوان يحس و يدرك و هذا إنسان يعقل هذا كله أعطاه نظرك و يأتي شخص آخر يقف معك فيرى و يسمع تسليم الجمادات و النبات و الحيوان عليه و كلا الأمرين صحيح و بالقوة التي تستدل بها على إنكار ما قاله هذا بها بعينها يستدل هذا الآخر فكل واحد من الشخصين دليله عين دليل الآخر و الحكم مختلف فو الله ما زالت حية عصا موسى و ما زالت عصا كل ذلك في نفس الأمر لم تخط رؤية كل واحد ما هو الأمر عليه في نفسه و قد رأينا ذلك و تحققناه رؤية عين ف ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ﴾ [الحديد:3]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية