فقال ﴿هِيَ عَصٰايَ﴾ [ طه:18] و السؤال عن الضروريات ما يكون من العالم بذلك إلا لمعنى غامض ثم قال في تحقيق كونها عصا ﴿أَتَوَكَّؤُا عَلَيْهٰا وَ أَهُشُّ بِهٰا عَلىٰ غَنَمِي وَ لِيَ فِيهٰا مَآرِبُ أُخْرىٰ﴾ كل ذلك من كونها عصا أ رأيتم أنه أعلم الحق تعالى بما ليس معلوما عند الحق و هذا جواب علم ضروري عن سؤال عن معلوم مدرك بالضرورة فقال له ﴿أَلْقِهٰا﴾ [ طه:19] يعني عن يدك مع تحققك إنها عصا ﴿فَأَلْقٰاهٰا﴾ [ طه:20] موسى ﴿فَإِذٰا هِيَ﴾ [الأعراف:107] يعني تلك العصا ﴿حَيَّةٌ تَسْعىٰ﴾ [ طه:20] فلما خلع اللّٰه على العصا أعني جوهرها صورة الحية استلزمها حكم الحية و هو السعي حتى يتبين لموسى عليه السّلام بسعيها إنها حية و لو لا خوفه منها خوف الإنسان من الحيات لقلنا إن اللّٰه أوجد في العصا الحياة فصارت حية من الحياة فسعت لحياتها على بطنها إذ لم يكن لها رجل تسعى به فصورتها لشكلها عصا صورة الحيات فلما خاف منها للصورة قال له الحق ﴿خُذْهٰا وَ لاٰ تَخَفْ﴾ [ طه:21]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية