﴿إِنَّ اللّٰهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً﴾ [الزمر:53] و هو خبر لا يدخله النسخ فيجمع بين قوله هذا و بين قوله ﴿إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ [النساء:48] فيؤاخذ على الشرك ما شاء اللّٰه ثم يحكم عليه أصبع الرحمن فيئول إلى الرحمن و أمور أخر من الزيغ مما دون الشرك يغفر منها ما يغفر بعد العقوبة و هم أهل الكبائر الذين يخرجون من النار بالشفاعة بعد ما رجعوا حمما مع كونهم ليسوا بمشركين و الايمان بذلك واجب و منها ما يغفر ابتداء من غير عقوبة فلا بد من المال إلى الرحمة
[اختيار الاجتماع من الأكوان]
و أما اختياره من الأكوان الاجتماع فإنه يعطي الافتراق بالتمييز في عين الجمع فلا بد من رب و مربوب و من قادر و مقدور فالجمع مختار لا بد منه لما تعطيه حقائق الأسماء الإلهية من التعلق
[اختيار الأبيض من الألوان]
و أما اختياره من الألوان البياض فلأن الملونات كلها تستحيل إليه و لا يستحيل إليها بل بياضيته كامنة فيه مستورة لحجاب اللون الذي يظهر في العين من سواد و حمرة و صفرة و غير ذلك فمنه ما يكون لونا قائما بالمحل و منه ما يكون لونا في ناظر العين و ليس كذلك في نفس المتلون كسواد الجبال البيض على البعد فإذا جئتها رأيتها بيضا و قد كنت تحكم عليها بالسواد و أنت غالط في ذلك الحكم و صحيح في ظهور السواد به مصيب و الكيفية في ذلك مجهولة و بهذه المثابة زرقة السماء إنما هي لنظر العين و إن كانت في نفسها على لون يخالف الزرقة
[اختيار الروح من الملائكة]
و أما اختياره من الملائكة الروح لأنه المنفوخ فيه في كل صورة ملكية و فلكية و عنصرية و مادية و طبيعية و بها حياة الأشياء و هو الروح المضاف إليه و هو نفس الرحمن الذي يكون عنه الحياة و الحياة نعيم و النعيم ملتذ به و الالتذاذ بحسب المزاج كما قلنا في مزاج المقرور يتنعم بما به يتعذب المحرور فافهم و يكفيك تنبيه الشارع لو كنت تفهم بأن للنار أهلا هم أهلها و للجنة أهلا هم أهلها و ذكر في أهل النار أنهم لا يموتون فيها و لا يحيون فهم يطلبون النعيم بالنار لوجود البرد و هذا من حكم المزاج
[اختيار البراق من المراكب]
و أما اختياره البراق من المراكب لكونه مركب المعارج فجمع بين ذوات الأربع و ذوات الجناح فهو علوي سفلي كبعض الحيوانات بري بحري
[اختيار دعاء يوم عرفة]
و أما اختياره دعاء يوم عرفة فإنه دعاء في حال تجريد و ذلة و خضوع في موطن معرفة ليوم زماني لما فيه من الجمع بين الليل و النهار
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية