﴿لاٰ يَعْلَمُهٰا إِلاّٰ هُوَ﴾ [الأنعام:59] و أن لكل حقيقة اسما ما يخصها من الأسماء و أعني بالحقيقة حقيقة تجمع جنسا من الحقائق رب تلك الحقيقة ذلك الاسم و تلك الحقيقة عابدته و تحت تكليفه ليس غير ذلك و إن جمع لك شيء ما أشياء كثيرة فليس الأمر على ما توهمته فإنك إن نظرت إلى ذلك الشيء وجدت له من الوجوه ما يقابل به تلك الأسماء التي تدل عليها و هي الحقائق التي ذكرناها مثال ذلك ما ثبت لك في العلم الذي في ظاهر العقول و تحت حكمها في حق موجود ما فرد لا ينقسم مثل الجوهر الفرد الجزء الذي لا ينقسم فإن فيه حقائق متعددة تطلب أسماء إلهية على عددها فحقيقة إيجاده يطلب الاسم القادر و وجه إحكامه يطلب الاسم العالم و وجه اختصاصه يطلب الاسم المريد و وجه ظهوره يطلب الاسم البصير و الرائي إلى غير ذلك فهذا و إن كان فردا فله هذه الوجوه و غيرها مما لم نذكرها و لكل وجه وجوه متعددة تطلب من الأسماء بحسبها و تلك الوجوه هي الحقائق عندنا الثواني و الوقوف عليها عسير و تحصيلها من طريق الكشف أعسر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية