و قال ﴿يُرِيدُ اللّٰهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لاٰ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة:185] و لهذا جعلنا بابا لترك الجهاد و هو الذي يلي هذا الباب و هو الباب السابع و السبعون في ترك المجاهدة لا ترك العمل لأن المجاهدة حال الأعمال في وقت و الأحوال مواهب و الأعمال مكاسب و لهذا أقيم الكسب مقام العمل و العمل مقام الكسب فجاء في آية ﴿وَ تُوَفّٰى كُلُّ نَفْسٍ مٰا عَمِلَتْ﴾ [النحل:111] و في آية ﴿مٰا كَسَبَتْ﴾ [البقرة:134] فسمى العمل كسبا و ناب كل واحد منهما مناب صاحبه و لهذا قلنا في الأعمال مكاسب و من العمال من يكون عليهم في عملهم مشقة و هي المجاهدة و منهم من لا يجدها فلا يكون صاحب مجاهدة فلو اقتضى العمل المشقة لكانت صفة كل عامل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية