[الناس يطلبون أن يصدق الخبر الخبر]
و الناس يطلبون أن يصدق الخبر الخبر و الخبر الرؤية و لم نر أحدا يطلب أن يصدق الخبر الرؤية كما يصدق الخبر الخبر و لهذا اختلف في شهادة الأعمى و لم يختلف في شهادة صاحب البصر و لهذا قال في الآية ﴿فَإِنَّ اللّٰهَ يُضِلُّ مَنْ يَشٰاءُ﴾ [فاطر:8] أي يحيره في مثل هذا حيث وصفه بالسيئ و الحسن فلا يدري المكلف ما يغلب و بقوله زين بنية ما لم يسم فاعله فلا يدري من زينه هل تزيين اللّٰه أو تزيين الشيطان أو تزيين الحياة الدنيا ثم قال ﴿وَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ﴾ [يونس:25] أي يوفق للاصابة في معنى السوء و الحسن لهذا العمل ما معناه و كيف ينبغي أن يأخذه ﴿فَلاٰ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرٰاتٍ﴾ [فاطر:8] أي فلا تكترث لهم حسرة عليهم فهي بشرى من اللّٰه بسعادة الجميع فإنه ما حيل بينه صلى اللّٰه عليه و سلم و بين إنسانيته فهو إنسان في كل حال و لا تزول الحسرات عنه و هو إنسان كامل إلا باطلاعه على سعادتهم في المال فلا يبالي من العوارض فإن السوء للعمل عارض بلا شك و الحسن له ذاتي و كل عارض زائل و كل ذاتي باق لا يبرح ﴿فَإِنَّ اللّٰهَ﴾ [البقرة:98]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية