﴿يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة:54] و نهايته من الطرفين أن يشاهد العبد كونه مظهرا للحق و هو لذلك الحق الظاهر كالروح للجسم باطنه غيب فيه لا يدرك أبدا و لا يشهده إلا محب و أن يكون الحق مظهرا للعبد فيتصف بما يتصف به العبد من الحدود و المقادير و الأعراض و يشاهد هذا العبد و حينئذ يكون محبوبا للحق و إذا كان الأمر كما قلناه فلا حد للحب يعرف به ذاتي و لكن يحد بالحدود الرسمية و اللفظية لا غير فمن حد الحب ما عرفه و من لم يذقه شربا ما عرفه و من قال رويت منه ما عرفه فالحب شرب بلا رى قال بعض المحجوبين شربت شربة فلم أضمأ بعدها أبدا فقال أبو يزيد الرجل من يحسي البحار و لسانه خارج على صدره من العطش و هذا هو الذي أشرنا إليه
[الحب الطبيعي]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية