فإذا كان ملك القدس كل من اتصف بالطهارة الذاتية و العرضية و القدوس اسم إلهي منه سرت الطهارة في الطاهرات كلها فمن نظر الأشياء كلها بعين ارتباطها بالحقائق الإلهية كان ملك القدس جميع ما سوى اللّٰه من هذه الحيثية و من نظر الأشياء من حيث أعيانها فليس ملك القدس منها إلا من كان طهوره عرضيا و أما الطهور الذاتي فلا ينبغي أن يكون ملك القدس إلا أن يكون ملك القدس عين القدس فحينئذ يصح أن يقال فيه ملك القدس
[طهور المطهر]
و طهور كل مطهر بحسب ما تقضيه ذاته من الطهارة فطهارة حسية و طهارة معنوية فملك القدس منه ما هو من عالم المعاني و منه ما هو من عالم الحس و قد تورث الأسباب الحسية المطهرة طهارة معنوية و قد تورث الأسباب المعنوية المطهرة طهارة حسية فأما الأول فقوله تعالى ﴿وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطٰانِ وَ لِيَرْبِطَ عَلىٰ قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدٰامَ﴾ [الأنفال:11]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية