[القدس العرضي أو التقديس بالرياضات]
و أما القدس العرضي فيقبل الغير و هو النقيض و ما تفاوت الناس إلا في القدس العرضي فمن ذلك تقديس النفوس بالرياضات و هي تهذيب الأخلاق و تقديس المزاج بالمجاهدات و تقديس العقول بالمكاشفات و المطالعات و تقديس الجوارح بالوقوف عند الأوامر و النواهي المشروعات و نقيض هذا القدس ما يضاده مما لا يجتمع معه في محل واحد في زمان واحد فهذا هو القدس الذي ذكرنا ملكه
[حظيرة القدس]
فالقدس العارض لا يكون إلا في المركبات فإذا اتصف المركب بالقدس فذلك المسمى حظيرة القدس أي المانعة قبول ما يناقض كونها قدسا و مهما لم تمنع فلا تكون حظيرة قدس فإن الحظر المنع ﴿وَ مٰا كٰانَ عَطٰاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً﴾ [الإسراء:20] أي ممنوعا فالقدس حقيقة إلهية سيالة سارية في المقدسين لا يدرك لنورها لون مخصوص معين و لا عين تسري في حقائق الكون ليس لعالم الأرواح المنفصلين عن الظلمة عليها أثر و ذلك أن الأرواح المدبرة للأجسام العنصرية لا يمكن أن تدخل أبدا حظيرة القدس و لكن العارف الكامل يشهدها حظيرة قدس فيقول العارف عند ذلك إن هذه الأرواح لا تدخل حظيرة القدس أبدا لأن الشيء يستحيل أن يدخل في نفسه فهي عنده حظيرة قدس و غير العارف يشارك العارف في هذا الإطلاق فيقول إنها لا تدخل حظيرة القدس أي لا تتصف بالقدس أبدا فإن ظلمة الطبع لا تزال تصحب الأرواح المدبرة في الدنيا و البرزخ و الآخرة فاختلفا في المشهد و كل قال حقا و أشار إلى معنى و ما تواردوا على معنى واحد و لهذا لا يتصور الخلاف الحقيقي في هذا الطريق
[ملك القدس]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية