﴿لَوْ كٰانَ فِيهِمٰا آلِهَةٌ إِلاَّ اللّٰهُ لَفَسَدَتٰا﴾ [الأنبياء:22]
[الوحدة من جميع الوجوه هي الكمال الذي لا يقبل النقص و لا الزيادة]
فالوحدة من جميع الوجوه هو الكمال الذي لا يقبل النقص و لا الزيادة فانظر من حيث هي لا من حيث الموحد بها فإن كانت عين الموحد بها فهي نفسها و إن لم تكن عين الموحد بها فهو تركيب فما هو مقصودنا و لا مطلب الرجال و لهذا اختلفت أحكام الأسماء الإلهية من حيث هي أسماء فأين المنتقم و الشديد العقاب و القاهر من الرحيم و الغافر و اللطيف فالمنتقم يطلب وقوع الانتقام من المنتقم منه و الرحيم يطلب رفع الانتقام عنه و كل ينظر في الشيء بحسب حكم حقيقته فلا بد من المنازعة لظهور السلطان فمن نظر إلى الأسماء الإلهية قال بالنزاع الإلهي و لهذا قال تعالى لنبيه ﴿وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل:125] فأمره بالجدال الذي تطلبه الأسماء الإلهية و هو قوله ﴿بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [الأنعام:152]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية