«يقولون إن تهلك هذه العصابة لن تعبد في الأرض من بعد اليوم» و هذا كله لغلب الغيرة عليهم و استعجال لكون الإنسان خلق عجولا : فهي حركة طبيعية أظهرت حكمها في الوقت فانحجب عن صاحبها من العبودة بقدر استصحاب مثل هذا الحكم لصاحبها
[نور العبودية على السواء من نور الربوبية]
و كل ما كان يقدح في مقام ما و يرمي به ذلك المقام فإن صاحب ذلك المقام لم يتصف في تلك الحال بالكمال الذي يستحقه و إن كان من الكمل فنور العبودية على السواء من نور الربوبية فإنه من أثره و على قدر ما يقدح في العبودية يقدح في الربوبية و إن كان مثل هذا القدح لا يقدح و لا يؤثر في السعادة الطبيعية و لكن يؤثر في السعادة العلمية و أعم الدرجات في ذلك درجتان درجة العجلة التي خلق الإنسان عليها و درجة الغفلة التي جبل الإنسان عليها و لو لا إن الملأ الأعلى له جزء في الطبيعة و مدخل من حيث هيكله النوري ما وصفهم الحق بالخصام في قوله ﴿مٰا كٰانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾ [ص:69] و لا يختصم الملأ الأعلى إلا من حيث المظهر الطبيعي الذي يظهر فيه كظهور جبريل في صورة دحية و كذلك ظهورهم في الهياكل النورية المادية و هي هذه الأنوار التي تدركها الحواس فإنها لا تدركها إلا في مواد طبيعية عنصرية و أما إذا تجردت عن هذه الهياكل فلا خصام و لا نزاع إذ لا تركيب و مهما قلت اثنان كان وقوع الخصام
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية