و غير الجنس الحيواني مثل عرض الأمانة على السموات و الأرض و الجبال : فإنه كان بوحي و مثل قوله ﴿وَ أَوْحىٰ فِي كُلِّ سَمٰاءٍ أَمْرَهٰا﴾ [فصلت:12] و مثل قوله ﴿وَ نَفْسٍ وَ مٰا سَوّٰاهٰا﴾ [الشمس:7] و هي نفس كل مكلف و ما ثم إلا مكلف لقوله ﴿فَأَلْهَمَهٰا فُجُورَهٰا وَ تَقْوٰاهٰا﴾ [الشمس:8] فدخل الملك بالتقوى في هذه الآية إذ لا نصيب له في الفجور و كذلك سائر نفوس ما عدا الإنس و الجان فالإنس و الجن ألهموا الفجور و التقوى ﴿كُلاًّ نُمِدُّ هٰؤُلاٰءِ وَ هَؤُلاٰءِ مِنْ عَطٰاءِ رَبِّكَ وَ مٰا كٰانَ عَطٰاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً﴾ [الإسراء:20] فإن أراد بدء الوحي في كل صنف صنف و شخص شخص فهو الإلهام فإنه لا يخلو عنه موجود و هو الوحي و هذا جواب عن بدء الوحي من حيث الوحي و من حيث شخص شخص
(السؤال السادس و العشرون)ما بدء الروح
الجواب أهل الطريق يطلقون لفظ الروح على معان مختلفة فيقولون فلان فيه روح أي أمر رباني يحيي به من قام به يعني قلبه و يطلقون الروح على الذي سئل عنه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و يطلقون الروح و يريدون به الروح الذي ينفخ فيه عند كمال تسوية الخلق و الذي مدار الطريق عليه هو الروح الذي يجده أهل اللّٰه عند الانقطاع إليه بالهمم و العبادة فأكثر ما يقع عنه السؤال منهم غالبا فيكون قوله ما بدء الروح أي ما ابتداء حصوله في قلب العارف
[نفس الرحمن و بدء الروح الذي يجده العارفون]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية