﴿لَأَوّٰاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة:114] فتأوه لما رأى من عبادة قومه ما نحتوه و حلم فلم يعجل بأخذهم على ذلك مع قدرته عليهم بالدعاء عليهم و لهذا سمي حليما فلو لم يقدر و لا مكنه اللّٰه من أخذهم ما سماه سبحانه حليما و لكنه عليه السلام علم أنه في دار الامتزاج و التحول من حال إلى حال فكان يرجو لهم الايمان فيما بعد فهذا سبب حلمه وجود الموطن الذي يقتضي التحول من العبد و القبول من اللّٰه فلو علم من قومه ما علم نوح عليه السلام حيث قال ﴿وَ لاٰ يَلِدُوا إِلاّٰ فٰاجِراً كَفّٰاراً﴾ [نوح:27] ما حلم عنهم فالأواه هو الذي يكثر التأوه لبلواه و لما يقاسيه و يعانيه مما يشاهده و يراه و هو من باب الغيرة و الحيرة و التأوه أمر طبيعي لا مدخل له في الأرواح من حيث عروها عن الامتزاج بالطبع
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية