و من الأولياء أيضا الصابرون و الصابرات رضي اللّٰه عنهم تولاهم اللّٰه بالصبر و هم الذين حبسوا أنفسهم مع اللّٰه على طاعته من غير توقيت فجعل اللّٰه جزاءهم على ذلك من غير توقيت فقال تعالى ﴿إِنَّمٰا يُوَفَّى الصّٰابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ﴾ [الزمر:10] فما وقت لهم فإنهم لم يوقتوا فعم صبرهم جميع المواطن التي يطلبها الصبر فكما حبسوا نفوسهم على الفعل بما أمروا به حبسوها أيضا على ترك ما نهوا عن فعله فلم يوقتوا فلم يوقت لهم الأجر و هم الذين أيضا حبسوا نفوسهم عند وقوع البلايا و الرزايا بهم عن سؤال ما سوى اللّٰه في رفعها عنهم بدعاء الغير أو شفاعة أو طب إن كان من البلاء الموقوف إزالته على الطب و لا يقدح في صبرهم شكواهم إلى اللّٰه في رفع ذلك البلاء عنهم أ لا ترى أيوب سأل ربه رفع البلاء عنه بقوله ﴿مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّٰاحِمِينَ﴾ [الأنبياء:83]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية